وقال "حسن" موجهًا حديثه لأمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل: "ماذا تظن يا أحمد يا عز أتعتقد أننا أمة من الأسماك، لا ذاكرة لها، أم أن الذين حولوا سجنك إلى فندق وأدوا لك التحية بين جدران واسعة عليك، ضيقة على الثوار، جعلوك تتوهم أن بمقدورك أن تعود من جديد، لتسمم حياتنا السياسية بمالك الذي جمعته من قوت الشعب وغرورك الذي صور لك أنك العنقاء الأسطورية قادرة على أن تعود من تحت الرماد".
وأضاف: "يا عز، لو أن سجنك كان كسجن الثوار الحقيقين، الذي يقبعون فيه بينما أنت حر طليق، ما كان يمكنك أن تتجرأ علينا بعد ثورتين، واحدة ضد سيدك وأنت في يده، والأخرى ضد تنظيم صنعه أمثالك بإبرام الصفقات معه وجلب التعاطف إليه وترك الساحة له ليتمدد فيها بعد أن سحب من تنتمي إليهم الدولة من تقديم الخدمات للبسطاء فألقت بهم إلى الإخوان وأمثالهم".
وقرأ الباحث السياسي، على "عز" مقالًا انتقده فيه قائلًا: "يا عز لو أنك كنت تخلو إلى نفسك في زنزانة ضيقة مظلمة، ويقابلك السجان بتجهم والقاضي باشمئزاز ويصيح جندي الدرك في وجهك آمرا: (اثبت محلك)، ما كان بوسعك أن تجري على المحكمة راغبًا في الترشح، ناسيًا أن محكمة أخرى تنظر في أمرك أو نظرته بالفعل.. يا عز، لو أنك أكلت عيش (الجراية) و(العدس أبو جبة) مثل الشباب المحبوسين والمسجونين لفكرت ألف مرة قبل أن تحاول العودة إلى الساحة السياسية لتصدح فيها بأفكارك ورغباتك الجهنمية وطموحاتك اللولبية، التي لا محل لها من أي إعراب. لكن للأسف كان الطعام يأتيك ساخنًا شهيًا من أكبر فنادق القاهرة، وكانت أموالك التي تراكمت في سرعة قياسية ودون سبب واضح إلا النهب والفساد والاحتكار هي التي تحميك وتسوغ لك كل شيء، وتجعلك سجانيك حراسًا لك، يؤدون لك التحية: تمام يا فندم، وتدفع السجناء البسطاء الذين يرونك من بعيد يتمنون أن يصيروا لك خدمًا وحشمًا وحرسًا".
وتابع "لو أن الذين حكموا البلاد بعد ثورة يناير انحازوا إلى الثوار، ما كان يمكنك أن تطل علينا محاولًا تبرئة نفسك من تهم، إن برأك منها قضاء لنقص الأدلة أو طمسها على يد سلطة كنت جزءًا منها أو بقوانين صاغها من صنعوك وقدموك لنا، فإن الشعب لن ينسى ما فعلته من تزوير وتزييف، وما جره علينا أمثالك ولا يزالون، ممن أقاموا علاقة سفاح بين المال والسلطة، وأن الإخوان لم يخونوا الثورة ويسعوا فقط إلى وراثة سلطان مبارك وجاهه وإدارة فساد نظامه واستبداه لصالحهم، ما كان يمكنك أن تجد فرصة ولو ضيقة، لتعود إلينا من باب كراهية الجماعة التي تاجرت بالدين ولا تزال، فها أنت تدلس علينا حين تدفعنا غمزًا ولمزًا إلى المقارنة بينك وبين أعضاء مكتب الإرشاد، وما هم إلا من صنعهم حكام تعاقبوا على مصر ومنهم مبارك على أيديهم، وربوهم في حجورهم، ووظفوهم كفزاعة للناس في الداخل، فلا يطالبون بديمقراطية، ويصمتون عن الظلم والقهر والتزوير، وفي الخارج فيضع العالم يده في يد مبارك وينعته بالصديق الحميم".
واختتم عمار علي حسن، مداخلته قائلًا: "لو أن الذين يحكموننا الآن كانت لديهم إرادة حاسمة جازمة لاستعادة أموال الشعب المنهوبة ما كان لك أن تخرج لإدارة ثروتك الطائلة، ويهتف لك عمالك المقهورين تحت سيف مالك، راغبين في ترشحك أو هكذا تظن، في سبيل أن تدفع لهم مكافأة تعينهم على شراء بعض الأطعمة الرخيصة التي يملؤون بها بطون ذويهم أيام معدودات، أصمت إلى الأبد، فلن يصدقك أحد، ولن يسمح لك الناس بأن تعود، لا أنت ولا جمال مبارك الذي كنت تعمل في خدمته، وتتمنى أن يأتي على رأس السلطة ويضعك أنت على رؤوس الناس ظلما وبغيا وعدوانا".
إرسال تعليق