دخل على زوجته فى المستشفى و نظر الى وجهها الشاحب و
عظامها التى تظهر واضحة فى وجهها و سألها اذا كانت اتطلعت على تقرير حالتها الصحية
فأجابته بالإيجاب ، كرر عليها سؤالاً آخر اذا كانت قد عرفت بأنها مصابة بالإيدز فـ
اكتفت بهز رأسها ثم عادت بمنتهى الهدوء لتكمل نومها و سحبت الغطاء فوق رأسها ،
فقام بوضع ورقة تحت وسادتها و غادر الغرفة قائلاً بأنه وضع ورقة تحت وسادتها ، بعد
مغادرته بلحظات مدت يدها تحت الوسادة و اخرجت الورقة و كان مكتوب به " انتِ
طالق و ستكون الوثيقة عندك فى خلال يومين" .. القت الورقة على الارض و رجعت
تستكمل نومها و وضعت الغطاء فوق رأسها.
و عندما كان زوجها على وشك مغادرة المستشفى انتبه اليه
الطبيب الذى يعالج حالتها فنادى عليه و اخبره بأنه يريده قليلاً فى العيادة فأخبره
الزوج بأنه سيتحدث معه فى مشكلة زوجته و هى الآن لم تعد زوجته لأنه طلقها و لم يعد
يهتم لأمرها و بأن اهلها من سيتولون شؤونها ، فنظر اليه الطبيب طويلاً و اخبره
بأنهم يريدون اخذ عينة دم منه ، فشحب وجهه و كاد ان ينهار.
و ذهب بالفعل مع الطبيب و كانت ساعات قليلة و كان
التقرير امامهم فأخبره الطبيب بأنه ايضاً مصاب بالإيدز مثل زوجته ، فما كان من
الزوج سوى ان يتلفظ بالشتائم القذرة فى حقها و بأنها من نقلت اليه المرض ، لكن رد
الطبيب عليه كان صادماً ، فقد اخبره بأن تاريخ حصانة الفيروس عند الزوج أقدم من
تاريخ ظهور اعراض المرض على الزوجة ، فهو الذى نقل المرض الى زوجته و كلها شهور
قليلة و تبدأ اعراض المرض فى الظهور عليه ، فمزق التقرير و خرج من المستشفى بأقصى
و ركب سيارته تاركاً وراءه غبار الطريق.
فى هذا الوقت كانت هى تحتضر فى المستشفى و بجانبها
والدها و اخوانها ، نظرت اليهم بوجههم الشاحب الذى يعتليه صُفرة الموت و تكلمت و
بالكاد يخرج صوتها "اللهم إنك تعلم انى لم أعصيك ولم أرتكب الحرام .. وإن كنت
قد فعلت ذلك فلا ترحمنى " .. ثم نطقت الشهادتين و أسلمت روحها الى الذى خلقها
، و فى هذه اللحظة خرج والدها يُردد و هو يبكى " زوجوا من ترضون دينه و خلقه
، ألا تفعلوا تكن فتنة و فساد كبير".
إرسال تعليق