طالبة تتفق مع صديقها على التخلص من أسرتها بعد رفض «الخطوبة والزواج»
حضرت الأم، وفتحت الباب ولمحت الشاب، وقبل أن تستغيث وتصرخ، كانت الطعنات فى طريقها إليها، حاولت أن تصرخ، أسرعت ابنتها إليها ووضعت كلتا يديها على فم الأم، والأخيرة تنظر بـ«فزع»، وتسأل نفسها: «إيه اللى حصل.. دى بنتى.. ومن هذا الغريب.. ولم القتل؟»، زادت الطعنات وقلت الأسئلة فى رأس الأم، وبدأت عيناها فى وداع أبشع مشهد، شاب يقتلها، وابنتها تساعده.
مشهد آخر كان أكثر بشاعة لم تشاهده الأم، القاتلان وبهدوء شديد وقبل ساعة من قتل الأم سددا طعنات لشقيق الفتاة المعاق ذهنياً، تركاه بعد تأكدهما من إنهاء حياته، الفتى الصغير لا يعلم ماذا حدث؟ ولا كيف حدث؟ ولماذا قتلوه؟ ولكن صرخته انتهت بعدة طعنات نافذة فى البطن والظهر، وبعد ساعة من مقتله ودون أن تعلم الأم لحقت به والدته، سيارة واحدة نقلتهما إلى المستشفى ومنه إلى المشرحة، ثم جنازة واحدة جمعتهما.
بعيداً عن المشهدين القاسيين وبعيداً عن الطالبة المتهمة وصديقها، كانت هناك طفلة ابنة 8 سنوات شاهدت كل شىء، كانت ترتعش، تكتم أنفاسها وصرخاتها وأسئلتها، حتى اقتربت منها القاتلة وقالت لها: «يلا بينا نهرب، تعالى معايا»، واستجابت الصغيرة لطلب شقيقتها الكبرى، الطفلة كانت شاهداً على الجريمتين وروت لرجال المباحث وأعضاء النيابة العامة تفاصيل ما حدث، قالت بهدوء إن شقيقتها وصديق شقيقتها قتلا أمها وشقيقها بسكين وبعدة طعنات، وامتلأت أرضية الشقة بالدماء.
المتهم ترزى وشريكته أو من خططت له هى ابنة القتيلة وشقيقة القتيل وهى طالبة بالثانوى التجارى، حيث أقدم المتهمان على قتل الأم وابنها بطريقة وحشية واستوليا على مصوغات ذهبية ومبلغ مالى حصيلة بيع تاكسى كانت تملكه الأسرة وفرا هاربين.
واعترف المتهمان أنهما حاولا التخلص من أسرة الفتاة من قبل مرتين، الأولى بفتح أسطوانة الغاز بالمنزل أثناء نوم الأسرة بالكامل، الأب والأم والأشقاء، حتى يختنقوا، والمرة الثانية بوضع أقراص مخدرة لهم فى الطعام والشراب إلا أن المحاولتين باءتا بالفشل وفى النهاية هداهما تفكيرهما إلى التخلص من الأسرة بالقتل، خاصة بعد أن قام والد المتهمة ببيع تاكسى يملكه بمبلغ 43 ألف جنيه، الأمر الذى أغرى المتهمين بتنفيذ الجريمة وسرقة الأموال والهرب ثم الزواج.
التحقيقات تقول إن المتهم الأول حضر لمسرح الجريمة وبحوزته أسلحة بيضاء، بعد أن حصل منها على نسخة مفاتيح الشقة قبل الحادث بليلة، وفى الموعد المحدد وفى ظل عدم وجود والدى المتهمة قام بقتل شقيقها المعاق، وحال عودة والدتها للمسكن انهال عليها المتهم الأول طعناً محدثاً بها إصابات حتى فارقت الحياة، واستوليا على مبلغ 43 ألف جنيه واصطحبا شقيقة المتهمة الصغرى، وفرا هاربين.
وبإرشاد المتهمين تم ضبط 9 أسلحة بيضاء، عبارة عن سكاكين مطبخ وساطور، استخدمها المتهم فى الواقعة وعليها آثار دماء وكذا المبلغ المالى المستولى عليه، وتمت إحالتهما للنيابة التى تولت التحقيق بإشراف المستشار مؤمن سالمان، المحامى العام لنيابات شمال بنها، التى أمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات وانتدبت الطب الشرعى لتشريح جثتى المجنى عليهما وبيان سبب الوفاة وكيفيتها.
المقدم أسامة ندا، رئيس مباحث الخصوص، تلقى بلاغاً رقم 2344، جنح قسم الخصوص يفيد بمقتل سهام عبدالصمد عبدالخالق عبدالصمد، 51 سنة، ربة منزل، ونجلها إسلام مؤمن محمود على حسانين، 11 سنة، معاق ذهنياً، واختفاء آية مؤمن محمود على حسانين، 18 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوى التجارى، وشقيقتها جنا، 8 سنوات، طالبة بالصف الثالث الابتدائى، تم إخطار اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، وانتقل على الفور اللواء عرفة حمزة مدير المباحث، والعميد سامى غنيم رئيس المباحث، وتم تشكيل فريق بحث شارك فيه العقيد عبدالحفيظ الخولى رئيس فرع البحث الجنائى، وأسفرت الجهود عن أن مرتكبى الواقعة، هما ماهر صقر سميح أحمد حسن، 23 عاماً، ترزى مقيم بالمرج بمحافظة القاهرة وآية مؤمن محمود على حسانين، طالبة بالصف الثالث الثانوى التجارى، نجلة المجنى عليها الأولى وشقيقة المجنى عليه الثانى.
زوج الضحية ووالد الفتاة المتهمة، مؤمن محمود على، عامل، انتابته حالة هيستيرية وصدمة عصبية بعد الكشف عن التفاصيل المؤلمة للحادث واشتراك ابنته الكبرى فى قتل والدتها وشقيقها الأصغر، وظل يردد حسبى الله ونعم الوكيل غير مصدق أنه نجا من الموت بأعجوبة، وأنه كان من ضمن المستهدفين فى الجريمة ولكن القدر نجاه، وقال إن المتهم سبق أن تقدم للزواج من ابنته ولكنه رفضه لعدم إكمال ابنته دراستها وعدم الشعور بجدية المتهم أو تيسر حاله للزواج ولم يكن يدرى أنه يحفر قبر زوجته ونجله المعاق بهذا الرفض.
وأمام رجال المباحث، حاولت المتهمة التنصل من جريمتها والتأكيد أنها اتفقت مع حبيبها على سرقة المصوغات الذهبية فقط وأموال بيع التاكسى دون عنف أو قتل وأنها أعطته المفاتيح ليلاً قبل الحادث بيوم بعد الاتفاق على سرقة الشقة خلال وجود الأم والمتهمة خارج المنزل، لأن الأم المجنى عليها اعتادت على الخروج لتوصيل ابنتها المتهمة للمدرسة يومياً فى الذهاب والعودة وترك المجنى عليه الثانى والشقيقة الصغرى فى المنزل.
وبالفعل حسب كلام المتهمة جاء المتهم ماهر وقام بسرقة المبلغ المالى حصيلة بيع التاكسى ولكنه فوجئ بشقيقها المعاق فقام بقتله وهاجم الأم عند دخولها المنزل، مشيرة إلى أنها حاولت إنقاذ أمها قبل أن تعرف بمقتل شقيقها ولكن المتهم دفعها وهددها بالقتل فاضطرت للاستسلام وتركته يكمل جريمته وفرا هاربين ومعهما الشقيقة الصغرى وصورة الجريمة لا تفارقها حتى سقطا فى أيدى رجال المباحث ومع الوهلة الأولى اعترفت بجريمتهما.
المتهم ماهر صقر، ترزى، قال إنه يعمل على باب الله وظروفه المادية صعبة وإنه تقدم لخطبة آية التى تربطه بها علاقة عاطفية ولكن أهلها رفضوه وطردوه وقرروا زواجها من آخر، مشيراً إلى أن آية المتهمة الثانية كانت على علم بالجريمة وأنهما خططا قبل الحادث للتخلص من أسرتها عن طريق أنبوبة الغاز ولم تفلح وعن طريق دس الأقراص المنومة لهم فى الطعام ولكن المتهمة تراجعت فى آخر لحظة.
الفتاة المتهمة قالت: «أنا مش مصدقة إنى قتلت أمى.. هو ماهر منه لله اللى قتلها.. أنا مكنتش أعرف إنه هيقتلها بالسكين.. أنا قلت له ينيمها بس ويسرق بس.. لكن هو اتسرع.. أنا حاسة إنى فى كابوس.. حسبى الله ونعم الوكيل».. المتهم بالقتل وبهدوء شديد يرد عليها: «انت مكنتيش تعرفى أنا كنت ناوى أشيل القضية لوحدى، لكن اللى شال السكاكين الـ9 انت.. اللى خبى السكاكين بعد الجريمة انت.. اللى كتم نفس أمك هو انت.. انت شاركتينى فى الجريمة وانت متهمة زيك زيى».. ترد هى منك لله منك لله ضيعتنى.. ربنا ياخدك.
إرسال تعليق