نشر "داعش ليبيا"، الأحد الماضي، شريط
فيديو، يظهر ذبح 21 قبطيا مصريا، في ليبيا تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء
لأمة الصليب"، ومرت الحادثة مع ما تبعها من ردود فعل سياسية وعسكرية، ولم
يمض أكثر من أسبوع حتى نشرت العديد من الحسابات التابعة لـ"داعش العراق"
فيديو جديدا يظهر من خلاله أسر 21 من قوات البشمركة، واقتيادهم إلى أقفاص
حديدية، تمهيدا لحرقهم.
وما بين
الذبح والقتل.. بين أقباط مصر وبشمركة العراق، يبقى السؤال لماذا 21؟ لماذا
يذبح 21 على شط البحر المتوسط، وتجهز داعش لحرق 21 آخرين على شط نهر
الفرات؟.. سنعرض فى هذا الموضوع بعض دلالات رقم 21 المتداولة.
الخير المطلق
الرقم
21 هو أحد الأرقام المميزة، فتتكون سورة الفاتحة من 7 أيات استخدم في
صياغتها جميع حروف الهجاء العربية عدا سبعة حروف هي "ث ، ج ، خ ، ز ، ش ، ظ
، ف"، وعندما سألوا الإمام على الهادي- الحفيد السابع للإمام الحسين بن
علي-، قال خلت منهم لأن حرف (ث) إشارة إلى الثبور، وحرف ( ج ) إشارة إلى
الجحيم، وحرف ( خ ) إشارة إلى الخبث، وحرف ( ز ) إشارة إلى الزقوم، وحرف ( ش
) إشارة إلى الشقاء، وحرف ( ظ ) إشارة إلى الظلمة، وحرف ( ف ) إشارة إلى
الآفة، ولذلك فهو يعبر عن الخير الكثير الذى يبعد عنا الأشياء الخبيثة
والظلامية.
وقد يكون داعش استخدم هذا المعنى ليوصل أنه بدأ يجاهد فى سبيل الله ليبعد الأشياء الخبيثة والظلامية، ويبتعد عن دخول الجحيم.
المستوى الثاني من الشر
حسب
موقع "دراسة الإنجيل" biblestudy ، فإن رقم 21 يرمز إلى الشر العظيم، من
التمرد والخطيئة، فرقم 21 يرتبط ارتباطا وثيقا برقم 13، الذي يرمز للفساد
والإثم.
فمعنى 21 في الكتاب
المقدس هو نتاج رقمين، رقم 13 وهو الفساد والإثم، مضافا إليه 8 الذي يرمز
إلى بداية جديدة، مما يجعل رقم 21 يمثل بداية مستوى جديد من الخطيئة ومعصية
الله، وقد يكون رسالة من داعش إلى "أمة الصليب" كما قالوا فيريدون توصيل
رسالة مفادها نحن الجيل الجديد من الشر فاجتنبونا.
روح الضلال
تتميز
روح الضلال بـ21 صفة شريرة، وبسبب هذه الروح الضالة سيأتي على الناس
أزمات، فيكون داعش استخدم هذه الرسالة ليقول للمسيحيين كما قال التتار
للمسلمين قديما "نحن جند الله في الأرض أرسلنا على أهلها نقمة وعذاب فمن
أطاعنا أحبه ومن سلطنا عليه عذبه".
جاء
في رسالة تيموثاوس الثانية فى العهد الجديد بالكتاب المقدس هذه الأوصاف
الـ21 لروح الضلال "اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة، لأن
الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير
طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي
النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات،
دون محبة لله، لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها، فأعرض عن هؤلاء".
قد
يكون داعش أراد توصيل رسالة من اختياره للرقم وتكراره مرتان في ليبيا
والعراق، قد تكون مما عرضناها أو غيرها، لكن في ظل عدم وجود دلالة واضحة
للرقم فى تفكير الجماعات المتطرفة، يبقى عرض الدلالات الشائعة هو المتاح.
إرسال تعليق