وشدد الخبراء على "أهمية مواجهة هذه الحروب المتطورة عبر كشف الأخطار التى تحيط بالأمن القومى المصرى وتوعية المواطنين بها من أجل تحكيم عقولهم فيما يبث ضدنا من خلال حرب نفسية- معلوماتية تستهدف النيل من الروح المعنوية للشعب المصرى".
وقال اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن "حروب الجيل الرابع تقوم بالأساس على نشر الشائعات والأكاذيب والحرب النفسية والإرهاب، ومواجهة هذه الحروب لابد وأن تسير في اتجاهين أولهما مقاومة تأثير تلك الوسائل والعمل من جل القضاء عليها، وثانيهما بث حروب مضادة من ذات النوع ضد الدول التي تستهدف بلادنا".
أضاف "قنديل" لـ"الوطن"، أن "أولى خطوات المواجهة هى توعية الشباب بماهية الأمن القومى المصرى والأخطار التى تهدده وكيفية العمل على صونه، ما سيسهم بشكل فعال في إيقاف تأثير السموم التى يسعون إلى بثها في المجتمع المصرى، خصوصا أن حروب الجيل الرابع تستهدف إثارة الخلافات والفتن الداخلية المذهبية والعرقية مثل بث فتنة بين السنة والشيعة، ومحاولة إشعار بعض فئات المجتمع بأنهم مضطهدون.
واعتبر الخبير العسكرى أن "وسائل الإعلام المختلفة، والدولة عليها عامل كبير في التوعية، بهدف تدعيم شعور الولاء للوطن، ومن المعلوم أن وزارة الإعلام كانت تسمى سابقاً "وزارة الإرشاد القومى"، وإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة كانت تسمى بـ"التوجيه المعنوي"، إذ كانت تعمد لتوعية الضبط والجنود بالوضع السياسي الداخلى والخارجى في البلد، والأخطار التى تهدد الوطن حتى لا يقعوا فريسة الحرب النفسية التى تُشن ضدنا".
وطالب "قنديل" بـ"شن حروب مضادة للحرب النفسية وحروب الشائعات التى نواجهها حاليا"، موضحاً أن "الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حينما وجد وسائل الإعلام الأمريكية تسبه ليل نهار كان يرد على قادتها في خطبه أمام العالم أجمع، كما أنه لابد من الرد على حروب الشائعات بشائعات بمثلها".
من جانبه، قال اللواء فؤاد فيود، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجى، إن "حروب الجيل الرابع ترتكز حالياً في مصر على التركيبات الصوتية"، منوهاً إلى أن "حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي مع مختلف الفئات لأكثر من ألف ساعة ، فضلا عن وجود خطابات وكلمات مسجلة له، تُمكن البعض من التعديل فيها وإخراجها عن سياقها بهدف استغلالها في زرع الفتن في الاتجاهات التى يريدونه لبث الفتنة والانقسام، خاصةً بين دول الخليج العربى ومصر، بإعتبار أن هذه الدول الشقيقة هي أحد العناصر التى تجعل مصر تقف على قدمها حالياً في وجه المؤامرات التى تحاك ضدها في الخارج".
وأشار "فيود" إلى أن "مواجهة هذه الحروب لابد أن يتم عبر توعية المواطنين بما يجرى، وشرح المخاطر التى تحيق بالوطن، ما سيستدعى تفكير المواطن فيما يتعرض له من مواد تبث لأغراض مشبوهة ضد الدولة، ومن ثم يزن المواطن الأمور ليعلم أيها صحيح، وأيها يدخل في إطار الحرب النفسية وحروب المعلومات التى تشن ضد الدولة عبر شبكات التواصل الإجتماعى، إعمالا لقوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)".
ورأى الخبير العسكرى أن كلمة "السيسي" للأمة في "حديث الرئيس" أمس الأول، "تأتى تدعيماً لمبدأ الشفافية وتوعية المواطنين، حيث أنه استعرض انجازات الدولة في الفترة الماضية على كل المستويات الاقتصادية والإجتماعية والسياسية، ما يعني التبشير ببدء استرداد الدولة المصرية لوضعها الإقليمى والريادى رغم "الأسافين" التى يسعى البعض لدقها مع إخواننا في دول الخليج العربي الشقيقة".
ولفت "فيود" إلى أن "الرئيس السيسي يثق في قدرات الشعب المصرى، وأن المواطنين يعلمون لمصلحة الدولة، ومن أجل معاونة قياداتها لإحباط ما نواجهه من مؤامرات، خصوصا أن البعض حاول "فرمطة" عقول الشباب لاستخدامهم لأغراض خبيثة بدعوى أنهم يتحركون للصالح العام، على الرغم من عدم صحة ذلك على الإطلاق".
إرسال تعليق