تحت حراسة أمنية مشددة، وفي فيلته المنعزلة في زاوية من منطقة عبرا،
بصيدا في جنوب لبنان، يمكث الشيخ العجوز ذو اللحية البيضاء، الصديق المفضل
للمطرب فضل شاكر، والذي تسبب في إعلانه لتوبته، يحيطه عدد كبير من أنصاره،
يرتدون جلابيب بيضاء، وذقونهم تتدلى من أسفل وجوههم، يسهرون لحمايته، من
عدوه اللدود حزب الله.
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، بدأ يتردد اسم الشيخ أحمد
الأسير، حتى التحق بصفوف الجماعة الإسلامية، لمقاتلة العدو الإسرائيلي،
لمدة أربع سنوات كاملة، لكنه لم يكن يدرك أن اسمه سوف يرتبط في النهاية
بالفنان فضل شاكر، ويتسبب في تركه للغناء، ليلتحق بصفوف عناصره، ويقاتل معه
تنظيم حزب الله.
أحمد الأسير الحسيني، أحد شيوخ السُنَّة السلفية، الذين أظهروا
معاداتهم لتنظيم حزب الله، وأسس جماعة خاصة به، وُلد في صيدا بجنوب لبنان
عام 1968، ثم درس العلوم الشرعية حتى أصبح إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح،
في صيدا.
دعوة الأسير للاعتصام ضد حزب الله، في ساحة الشهداء، عام 2012،
والانتقاد اللاذع لحزب الله، هو السبب الرئيسي في ذياع صيت الشيخ العجوز،
وأنصاره، الذين أصروا على حمل السلاح، أو يتم نزع سلاح تنظيم حزب الله في
لبنان، الأمر الذي جعله عرضة لشائعات تتعلق بالدعم من الخليج، للقضاء على
حزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان.
بعد اندلاع الثورة السورية، وتعاطف جماعة أحمد الأسير مع هذه الثورة،
انضم فضل "شاكر" لجماعة الشيخ، وشارك في عدد من المعارك ضد الجيش اللبناني،
وتنظيم حزب الله، بحسبما تظهر الفيديوهات المتداولة على وسائل الإعلام،
حتى جاءت بداية شهر يوليو 2013، ليقوم الجيش اللبناني، بمحاصرة القرية التي
يتحصن بها الأسير، ويتمكن من اقتحامها، وقتل عدد كبير من عناصره، ليختفي
بعدها الفنان فضل شاكر، ويظهر بعد أيام أحمد الأسير لينعي قتلاه في هذه
الحادث.
عاود الفنان فضل شاكر الظهور مرة أخرى، ولكن ليس وهو يرتدي جلبابه
الأبيض، ويمسك سلاحه، فقد ظهر فضل شاكر اليوم، في فيديو، بزيه الذي اعتاده
جمهوره ومحبوه أثناء صعوده على المسرح، ليطرب أغانيه المفضلة، نافيًا ما
تردد عن مشاركته في أي معركة مع أنصار الشيخ أحمد الأسير.
إرسال تعليق