5. الزحمة
لو أن «داعش» قرر دخول مصر فعلى الأرجح أنه لن يسلم من التكدس المروري الذي يستمر لأكثر من 18 ساعة يوميًا طيلة أيام الأسبوع السبعة، وقد تتعطل أرتالهم على الدائري، وإن سلم من الدائري، فلن يصل إلى ميدان التحرير عبر أي من كوبري قصر النيل أو أكتوبر، أو 15 مايو إلا بـ «زفة بلدي»، بعد أن يكون قد تم التعرف عليهم، هذا إلى جانب الخسائر التي سيتكبدها بسبب الزحمة وبهذا يكون «حرق بنزين ع الفاضي».
تذهب دراسة للبنك الدولي عنوانها «دراسة حول زحمة السير في القاهرة» إلى تقدير التكاليف السنوية للتكدس المروري في القاهرة بما يصل إلى 47 مليار جنيه أو ما يعادل 8 مليارات دولار.
وحسبما ذكر البنك الدولي في الدراسة فإن: «تقدر التتكاليف الاقتصادية الناتجة عن زحمة السير في منطقة القاهرة الحضرية الكبرى بنحو 3.6 % من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، الذي بلغ في العام 2011 حوالي 229.5 مليار دولار أمريكي».
وأوضحت الدراسة أن التكاليف المباشرة تشمل نقص الإنتاجية بسبب قضاء أوقات طويلة في المرور، وزيادة استهلاك الوقود من جراء طول فترات السفر والآثار البيئية الناجمة عن زيادة الانبعاثات من المركبات، وهناك أيضا تكاليف غير مباشرة مثل آثار التدهور البيئي على الصحة العامة، وهو ما يعني أن داعش إلى جانب الخسائر المالية سيخسرون صحتهم جراء التلوث البيئي الذي تعود عليه المصريون.
4. الكثرة تغلب الشجاعة.. إحنا 90 مليون
المثل الشعبي الدارج الذي ينص على أن الكثرة تغلب الشجاعة، قد يكون سببًا من الأسباب التي ستجعل «داعش» يفكر ألف مرة قبل أن تطأ قدمه أرض مصر، ذلك أن تعداد المصريين أوشك على بلوغ 95 مليون نسمة، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الذي أوضح أن الساعة السكانية بالجهاز تشير إلى أن عدد سكان مصـر بالداخل وصل إلى 87 مليون نسمة فى تمام السادسة وست وأربعين دقيقة من مساء يوم الاثنين 2014/8/18 ، بعدما كان عـدد السكـان 86 مليون نسمة يوم 22 فبراير 2014 أى أن عـدد السكـان زاد مليون نسمـة في أقل من 6 شهــور وبلغت الزيادة اليومية للسكان (5604 أفراد / يوم) بمعدل (3.9 فرد / دقيقة) تقريبًا.
وبرغم الأعمال الإرهابية التي قام بها تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء، 29 يناير الماضي، والتي أودت بحياة 30 عسكريا، وإصابة 80 آخرين، بشن هجمات على نقاط عسكرية وأمنية في مدينة العريش شمالي سيناء، حسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز عربية»، فإن المصريين بتعدادهم الضخم أقدر على التصدي للخطر الداعشي، وهو ما أوضحه الفنان أحمد حلمي، في إحدى حلقات «عرب جوت تالنت» في رسالة قوية وجهها للتنظيم الإرهابي حيث قال: «إحنا 100 مليون بني آدم صعب قوي نخلص، إحنا عاملين زي الحفرة كل ما تاخدوا منها هتزيد وهندفكنوا فيها»، وهي الرسالة التي تنقل بكلمات أخرى معنى المثل القائل «الكثرة تغلب الشجاعة».
الرواية التي رواها «المركز الصحفي السوري»، تشير، إن صدقت إلى أن داعش سبق وأن تعامل مع أحد أبناء مصر، وكان ينتمي لمحافظة المنوفية، ولعله لقن التنظيم درسًا لن ينساه، حين قام بخداعه وسرق أموال الزكاة.
وما أورده المركز في هذا الشأن أن تنظيم«داعش» أعلن أن مصريًّا يدعى «أبوعبيدة»، أمير ديوان الزكاة بالتنظيم تمكن من الهروب بعد أن جمع الزكاة من رؤوس الأموال في مدينة الميادين شرقي دير الزور بسوريا، موضحًا أن «المبلغ الذي سرقه الأمير المصري يقدر بحوالي مليار ليرة سورية، كانت من المقرر أن تصل إلى الفقراء في ولاية الخير»على حد زعم التنظيم، وحسبما أورد موقع «البلد نيوز».
من ينجح في سرقة تنظيم إرهابي يثير مخاوف كبرى الاقتصادات العالمية، خارج حدود بلاده، على الأرجح أنه سيفعل ماهو أكثر من ذلك على أرض وطنه ووسط أهله وأصدقائة، وهو ما قد يتضح من التعليقات الساخرة التي تداولها رواد موقع التواصل الاجتماعي، وكان من بينها تعليق فتاة تدعى هويدا قالت: «هههههههههه داحنا هنسرحهم بمناديل فالاشارات»، في حين علق محمود عفيفي: «أبوعبيدة المصرى سرق فلوس الزكاة والجزية من داعش وهرب بيها .. الكف المصرى اللي علم علي قفا أبوبكر البغدادى»، فيما علق إبراهيم عصام المجدي قائلًا: «لا وقال ايه عايزين يحتلوا مصر ده انتوا لو جيتوا عندنا هنروحكم حافيين»، فيما اعتبر آخر أن: «المنوفية تهدد العالم بأكمله».
ودشن نشطاء «تويتر» الكثير من الهاشتاجات للنشطاء، وتخيل أحد النشطاء نص الرسالة التي ستكون من أبو عبيدة للبغدادي زعيم التنظيم كالآتي: «من أبو عبيدة المصري إلى أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي الداعشي: شكرا على حسن تعاونكم معنا وإلى اللقاء في نصباية جديدة»، أما ما سيقوله البغدادي لشعبه وهو يبكي: «إحنا اتقلبنا يا جدعان»، حسبما نقلت صحيفة «القدس العربي».
وقال خالد مجاهد: «عاجل أبوعبيدة يعلن رسمياً حضوره المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل دعماً لاقتصاد مصر»، فيما قال مغرد آخر: «أبو عبيدة أول مصري يعلم على داعش، عذرا أيها اليابانيون فالمصريون قادمون أبو عبيدة المصري… كله بما يرضي الله»، وقال آخر: «كده داعش هيفكروا مليون مرة قبل ما يدخلوا مصر، اللي خلى مصري واحد بطوله قلبهم في أموال الزكاة، فما بالك بقى بـ90 مليونا، باظت صورة مصر بين الإرهابيين».
بينما نفى تنظيم «داعش»، سرقة أموال الزكاة وهروب أبوعبيدة المصري، زاعما أن ما نشر في هذا الصدد «محض كذب»، وكتب أبو أمينة الأنصاري، أحد مقاتلي التنظيم، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إشاعة هروب أبوعبيدة المصري بأموال الزكاة محض كذب، خذوا أخبار دولة الإسلام من منابعها»، ونشر المركز الإعلامي للتنظيم، مقطع فيديو عبر موقع «يوتيوب»، لنفي واقعة هروب «أبوعبيدة» بعد سرقة أموال الزكاة.
2. قوة المصري.. لا ينتظر حماية أجهزة أمنية
المواطن المصري الذي غاب الأمن عن شارعه عقب ثورة 25 يناير، وما صاحبها من اقتحام السجون وهروب النزلاء بمختلف مستوياتهم الإجرامية، لم يقف مكتوف الأيدي، بل شكل لجانا شعبية درأت الخطر عن دياره وذويه، وعلى الأرجح أن مشهد اللجان الشعبية الذي ساد الشوارع في فبراير 2011 سيكون أكثر قوة وعتية حال دخول داعش مصر وستتحول البلاد إلى «مقبرة» لهم.
1. سخرية المصريين
من قبل أن يدخل «داعش» أرض مصر ولا يكف المصريون عن السخرية منه، وجعلوا من رموزهم مادة للاستهزاء، بل ورقصوا على النشيد الذي صاغه الداعشيون ليعبرون به عن كل خصال الشجاعة والإقدام والعزة التي فسروها بمنظورهم الخاص الذي يتنافى مع تعاليم الدين ومع معاني تلك الخصال ومتطلباتها، ومؤخرًا نشر رواد موقع يوتيوب مقاطع فيديو لأبرز نجوم الكوميديا وهم يرقصون على نشيد الإبادة «صليل الصوارم»، بل وفتيات يرقصن عليه محولين مشهد ذبح لصديقتهم إلى «مهزلة» بمعنى الكلمة.
إرسال تعليق