ويبدو المنظر داخل الغواصة غريبا بعض الشيء، زوايا مكتظة، ويجب أن يكون البحارة على دراية تقنية كاملة لقضاء عدة أشهر تحت الماء.
ولتكون مؤهلا لتصبح أحد أفراد الطاقم على متن غواصة، يجب على المتقدمين اجتياز سلسلة من الاختبارات الصعبة، والتقييمات النفسية، والدورات المكثفة، لأن بالتأكيد الخدمة على متن غواصة ليس نزهة في الحديقة.
والغواصة النووية الأمريكية، واحدة من أكثر الأماكن التي يمكن لعضو في البحرية الأمريكية أن يخدم فيها، خاصة أنها تعد نموذجًا لاندماج التسليح المتقدم مع التكنولوجيا العالية، كما أنها تمتلك القوة لتدمير العديد من الحضارات في وقت واحد، لذلك يجب على كل عضو يخدم فيها أن يتحلى بأعلى درجات السرية التامة.
وعرضت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، تقريرًا مصورًا بعنوان «ما هي طبيعة الحياة داخل غواصة تابعة للبحرية الأمريكية: ضيقة، معزولة، ومسلحة بكثافة»، يكشف طبيعة الحياة داخل الغواصة النووية الأمريكية، وكيف يقضي أعضاؤها خدمتهم على متنها لشهور تحت سطح الماء.
الولايات المتحدة الأمريكية لديها 72 غواصة في الأسطول، بما في ذلك الغواصات الهجومية، وغواصات الصواريخ البالستية التي تسمى «جيل الطفرة»، وعادة ما يقضي البحارة مدة 90 يوما في هذه الآلة الحربية.
بداية الرحلة من القواعد الأمريكية، تكون المهمة الأولى لجميع الغواصات بعد الغوص في الماء التأكد من عدم وجود تسرب في أي مكان.
وبعد نزول الغواصة في أعماق المياه، يتم تقسيم اليوم بناء على جدول زمني مدته 18 ساعة، وينقسم هذا الجدول الزمني إلى 3 أجزاء، هم 6 ساعات للنوم، ومثلهم للمراقبة، والباقي لقضاء وقت الفراغ،
الجدول الزمني الاصطناعي الذي تصل مدته إلى 18 ساعة، وعدم وجود أشياء ترفيهية عادية، تجعل الوقت يمر بصعوبة بالغة، ووفقا لأحد البحارة، «نحن نعرف الوقت من خلال نوع الطعام الذي نتناوله، وإذا كنت تأكل الفطائر فذلك يعني أننا في الصباح، وإذا كنت تأكل بقايا فأعلم أنه منتصف الليل».
ليس كل الغواصات مجهزة بأسرة كافية، وللتعويض عن هذا، يتم وضع بعض الأرصفة المؤقتة أحيانا في غرفة الطوربيدات، وعموما، البحارة لديهم 15 قدم مربع لأنفسهم وجميع ممتلكاتهم.
يشار إلى السرير في الغواصات أحيانا باسم «النعش».
بطبيعة الحال، معظم المناطق على الغواصة تكون مكتظة، ولا يوجد سوى الممرات.
دورات المياه تجهز على الحد الأدنى من المساحات، وفي بعض الأحيان يكون هناك حمام واحد فقط لـ40 رجلا.
بعض الغواصات تخصص مساحة واسعة نسبيا مجالا للمطابخ كبيرة، والمواد الغذائية الطازجة على متن الغواصة عادة لا تستمر لأكثر من بضعة أسابيع، ويتم إعادة طهي وجبات الطعام للفترة المتبقية من بعض المواد غير القابلة للتلف.
من كمية صغيرة نسبيا من المكونات، يكون في وسع الطهاة رغم ذلك سلق مجموعة واسعة من الأطعمة المفضلة للبحارة بما في ذلك «اللازانيا».
تعتمد مهنة المراقبة على متن الغواصات وفقا لكل رتبة وتلقي التدريب المتخصص عليها، والموظفين المبتدئين عموما يتم تدريبهم على الوقوف للمراقبة في الأقسام الدافعة للغواصة.
قسم الاتصالات يكون خلف من يقود الغواصة، حيث يقف الضابط لمراقبة سطح الغواصة، وأيضا حيث توجد مناظير الغواصة.
بالقرب من منطقة بالاتصالات يوجد قسم الملاحة الخاص بالغواصة، حيث يقف ضابط الملاحة والإعاشة، ليراقب.
الملاحة تتم بشكل إلكترونيا بشكل كامل، وشاشة VMS تساعد على ضمان وقوف الغواصة حيث يفترض أن تكون.
وحدة التحكم وإطلاق الأوامر هي المكان لجميع الأسلحة الهجومية للغواصة.
من وحدة التحكم وإطلاق الأوامر، يتم إعداد جميع الأسلحة ووضعها في أنابيب مخصصة، أسلحة الغواصة يمكن أن تختلف من الطوربيدات إلى صواريخ ترايدنت البالستية، وفقا لنوع الغواصة.
تم تطوير الصواريخ البالستية ترايدنت لتكون ضمن الإجراءات الرادعة للهجوم النووي، ويمكن للصاروخ التحرك من نيويورك إلى موسكو، كما يمكنه تدمير مدينة كبيرة بضعف حجم واشنطن العاصمة 12 مرة، وتأتي مع كل من الرؤوس الحربية النووية وغير النووية.
وغالبا ما يكون قضاء وقت الفراغ في قاعات الطعام، مع أجهزة التلفزيون، وجهاز محمل عليه نحو 400 فيلما، لتوفير الراحة والاسترخاء للبحارة.
يقدم للبحارة بعض الألعاب مثل لعبة الورق «كوتشينة»، لزرع روح الصداقة بين البحارة، وللمساعدة في تمرير الوقت.
الغواصات مجهزة بصالات رياضية محدودة وصغيرة، مع جهاز واحد أو 2 فقط، للسماح للبحارة الحفاظ على لياقتهم.
الوجود داخل غواصة أمرا صعبا، لكنه يلعب دورا حاسما في تعزيز قوة الولايات المتحدة، وقدرتها على ردع أي هجوم واكتشاف الخطر، وقدرتها على الإبحار في أي مكان حول العالم.
4 التعليقات
LAVLPS
ReplyLAVLPS
ReplyLAVLPS
ReplyLAVLPS
Replyإرسال تعليق